اليوم الدولي لنقاوة الهواء.. جهود أممية لمواجهة أكبر خطر بيئي على صحة الإنسان

يحتفل به في 7 سبتمبر من كل عام

اليوم الدولي لنقاوة الهواء.. جهود أممية لمواجهة أكبر خطر بيئي على صحة الإنسان

بزيادة تتجاوز 50 بالمئة بحلول عام 2050، تتصاعد مخاطر تلوث الهواء بالمواد الكيميائية السامة على أعداد الوفيات المبكرة في جميع أنحاء الكوكب.

ويحيي العالم، اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، في 7 سبتمبر من كل عام، للتركيز على ضرورة إقامة شراكات أقوى وزيادة الاستثمار والمسؤولية المشتركة للتغلب على تلوث الهواء.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "تلوث الهواء يعتبر حالة طوارئ عالمية، حيث إن 99 بالمئة من البشر يتنفسون هواء محمّلاً بالسِناج والكبريت وغيرهما من المواد الكيميائية السامة".

وأضاف غوتيريش في كلمة بهذه المناسبة: "البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل هي الأكثر تعرضاً لهذا التلوث، ويشهد العالم كل عام سبعة ملايين حالة وفاة مبكرة جراء ذلك، كما أن تلوث الهواء يرتبط ارتباطا وثيقا بالاحترار العالمي".

وأوضح أن "تلوث الهواء لا يعرف حدوداً، فهو يتنقل عبر آلاف الكيلومترات وينشر الملوّثات عن طريق الرياح، وأزمة المناخ تحدِث آثارا فادحة ومتزايدة في كل قارة على وجه المعمورة".

وتابع غوتيريش: "المشكلات العالمية تتطلب حلولاً عالمية، ولذلك يجب أن نعمل معا لكي يعود الهواء نظيفاً من خلال الإسراع بالتحول عن الوقود الأحفوري، وخاصة الفحم، والانتقال بشكل عادل ومنصف إلى الطاقة المتجددة النظيفة، مع ضمان ألا يُترك أحد خلف الركب".

واقترح الأمين العام وضع ميثاق للتضامن من أجل المناخ تبذل من خلاله كافة البلدان الأكثر تسبُّبا في الانبعاثات جهودا إضافية لخفض انبعاثاتها هذه وتعمل البلدان الأكثر ثراء على حشد الموارد المالية والتقنية لدعم الاقتصادات الناشئة، إضافة إلى خطةً تعجيلية لإعطاء دفعةٍ قوية لتلك الجهود".

وحث غوتيريش جميع البلدان على وضع كليهما موضع التنفيذ، قائلا: "لا بد أن ندعم الانتقال إلى طرق الطهي النظيف وإلى استعمال السيارات الكهربائية".

وأوضح: "يجب أن نشجع المشي وركوب الدراجات في المدن، وأن نرسي أنظمة تجعل من الإدارة المسؤولة للنفايات أمراً بديهيا، ويجب أن نفي بتعهدنا بالحدّ من انبعاثات غاز الميثان".

واختتم حديثه، قائلا: "هواؤنا منفعة مشتركة ننعم بها جميعاً كما أنه مسؤولية تقع على عاتق الكل، فلنعمل معاً على تنقيته وعلى حماية صحتنا ولنترك للأجيال المقبلة كوكباً موفور الصحة".

وتسعى الأمم المتحدة إلى إقامة شراكات قوية وزيادة الاستثمار والمسؤولية المشتركة للتغلب على تلوث الهواء، بحيث يتحمل جميع أصحاب المصلحة مسؤولية حماية الغلاف الجوي للأرض وضمان هواء صحي يستنشقه الجميع.

وتقول إن "العمل معًا عبر الحدود والتخوم وبين القطاعات المختلفة سيساعد على الاستفادة من التمويل والاستثمارات نحو تدابير وحلول نوعية الهواء، إضافة إلى توفير العديد من الفوائد".

ودعت الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد، للعمل معًا من أجل التغلب على تلوث الهواء، وتقليل الخطر الصحي المسؤول عن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وسرطان الرئة، فضلاً عن ربع الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية.

مخاطر صحية

ووفق التقديرات الأممية، تخترق جزيئات التلوث الصغيرة التي لا تُرى الرئتين ومجرى الدم والجسم، بينما يتسبب الأوزون الموجود على مستوى سطح الأرض، والناتج عن تفاعل عديد الملوثات المختلفة في ضوء الشمس، في أمراض الربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.

وتعد ملوثات المناخ قصيرة العمر من بين الملوثات الأكثر ارتباطًا بكل من الآثار الصحية والاحترار قريب المدى لكوكب الأرض، وتبقى هذه الملوثات في الأجواء لمدة تصل إلى بضعة أيام أو حتى عدة عقود، لذلك فإن الحد منها قد يكون له فوائد صحية ومناخية فورية لمن يعيشون في أماكن تنخفض فيها المستويات.

ويمثل تلوث الهواء الخطر البيئي الأكبر على الصحة البشرية وأحد أهم الأسباب التي يمكن تجنبها للوفيات والأمراض على الصعيد العالمي، حيث يعزى ما يُقدر 6.5 ملايين حالة وفاة مبكرة في جميع أنحاء العالم إلى تلوث الهواء داخل المباني وخارجها.

ويؤثر تلوث الهواء في البلدان النامية بوجه خاص على النساء والأطفال وكبار السن، لا سيما ضمن الفئات السكانية ذات الدخل المنخفض التي تتعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء المحيط وتلوثه داخل المباني نتيجة للطهي والتدفئة بوقود الحطب والكيروسين.

ويمثل مشكلة عالمية ذات آثار بعيدة المدى بسبب انتقاله لمسافات بعيدة، خصوصا بدون تدخل حازم للتصدي له، ويُقدر بأن أعداد الوفيات المبكرة الناتجة عن تلوث الهواء المحيط ستشهد زيادة تتجاوز 50 بالمئة بحلول عام 2050.

وتترتب على تلوث الهواء تكاليف مرتفعة على المجتمع بسبب آثاره الضارة على الاقتصاد وعلى إنتاجية العمل وتكاليف الرعاية الصحية والسياحة وغيرها.

كما أن بعض ملوثات الهواء مثل الكربون الأسود والميثان والأوزون السطحي هي أيضاً من ملوثات مناخية قصيرة العمر وتتسبب في نسبة كبيرة من الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء، فضلاً عن آثارها على المحاصيل، وبالتالي على الأمن الغذائي، وبأن تخفيضها يحقق فوائد مناخية.

ولنقاوة الهواء أهمية لصحة الناس وحياتهم اليومية، وبوجه خاص إذا ما اعتبرنا أن تلوث الهواء هو أكبر خطر بيئي منفرد على صحة الإنسان وأحد أسباب الوفاة والمرض الرئيسية التي يمكن تجنبها على الصعيد العالمي.

ويدرك المجتمع الدولي اليوم أن تحسين نوعية الهواء يمكن أن يعزز التخفيف من آثار تغير المناخ وأن جهود التخفيف من آثار تغير المناخ يمكن أن تؤدي إلى تحسين نوعية الهواء.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية